قال الله تعالى : " واعلموا أن الله غفور حليم " ومعناه : الذي غفر بعد ما ستر , لا يسارع بالمؤاخذه , ولا يعجل بالعقوبه , يتجاوز عن الزلات , ويعفو عن السيئات , ويمهل العاصي حتى يتوب , لا يستخفيه عصيان عاص , ولا يستفزه طغيان طاغ
وقت ذكر في بعض خواص هذا الأسم ,أن من ذكره عند جبار وقت غضبه سكن غضبه
واللائق بذاكر هذا الأسم : أن يتجمل بالحلم , ويتزين بالأناة والصبر , ويتحلى بالصفح والإحسان , وينظر إلي العصاة بعين الرحمة , ويرى أن كل معصية في الناس كأنها فيه . والحكمة تقول : إنه لا راحة في الدنيا ولا شفاء في الموت , ولا راد لقضاء الله , ولا حيلة في الرزق , ولاسلامة من الناس
روي أن إبراهيم عليه السلام رأى رجلا مشتغلا بمعصية , فقال : اللهم أهلكه , ثم رأي ثانيا وثالثا , فدعا الله فهلكوا . فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه , فأوحي إليه : قف يا إبراهيم , فلو أهلكنا كل عبد عصى لما بقي إلا القليل , ولكن إذا عصى أمهلناه , فإن تاب قبلناه لهذا إذا قابلت عاصيا فتأدب معه , وإن كان قلبك يلعنه ,فمن لم يتأدب مع الناس فقد أخطأ طريق الصواب
شتم سفيه رجلا صالحا فلجأ الصالح إلي الله يشكره , لأن هذا السفيه كان سببا في توجهه إلى الله تعالى . ولينظر الإنسان إلي الأرض فهي تحمل كل شئ من قبيح ومخلفات الخلق , ولكنها تخرج الورود والرياحين , وهذا من آثار الحلم الإلهي
ويوافقه من الأسماء الإدريسيه
( ياحليم ذا الأناة فلا يعادله شئ من خلقه)
يصلح ذكره لمن عندهم متاعب نفسيه , يزول مابهم من حدة وشدة ويلهمون سعة الصدر في معاملة الأهل والخلق
أختكم في الله هبه