السبت، 11 يناير 2014

طليق الرحمن

0 comments

روى عن الحسن البصري رضى الله عنه قال : كنت بواسط فرأيت رجلاً كأنه نبش من قبر , فقلت : ما دهاك ياهذا؟

فقال : " اكتم على أمري , حبسني الحجاج منذ ثلاث سنين فكنت في أضيق حال , وأسوأ عيش وأقبح مكان , وأنا مع ذلك كله صابر لا أتكلم , فلما كان بالأمس أخرجت جماعة كانوا معي فضُربت رقابهم , وتحدث بعض أعوان السجن أن غداً تضرب عنقي فأخذني حزن شديد وبكاء مفرط واجرى الله تعالى على لساني فقلت : إلهي اشتد الضر وفقد الصبر , وأنت المستعان, ثم ذهب الليل أكثره فأخذتني غشية , وأنا بين اليقظان والنائم إذ أتاني آت فقال لي : قم فصل ركعتين وقل :

يا من لا يشغله شئ عن شئ , يا من أحاط علمه بما ذرأ وبرأ , أنت عالم  خفيات الأمور , ومحصي وساوس الصدور , وأنت بالمنزل الأعلى , وعلمك محيط بالمنزل الأدنى , تعاليت علواً كبيراً , يامغيث أغثني , وفك أسري , واكشف ضري , فقد نفد صبري

فقمت وتوضأت في الحال , وصليت ركعتين وتلوت ما سمعت  , ولم تخلف علي منه كلمة واحدة , فما تم القول حتى سقط القيد من رجلي , ونظرت إلى أبواب السجن فرأيتها قد فتحت , فقمت فخرجت ولم يعارضني أحد , فأنا والله طليق الرحمن , وأعقبني بصري فرجاً , وجعل لي من ذلك الضيق مخرجاً


لا إله إلا الله محمد رسول الله  

أختكم في الله هبه

Leave a Reply