قال الله تعالى : " إنه هو البر الرحيم " , ومعناه : واسع الإحسان صادق الوعد , عظيم الجود لعباده فهو _ سبحانه_ واسع البر , يمن بعطائه على عباده في الدنيا والأخرة , ولا يقطع الإحسان بسبب العصيان
وخليق بذاكر هذا الاسم : أن يكثر من أعمال البر , وأن يكون بارا بنفسه بقهر شهواتها , بارا بخلق الله بالإحسان إليهم , لأن البخل والجبن غريزة واحدة يجمعها سوء الظن بالله
قال صلى الله عليه وسلم : (البر لا يبلى , والذنب لا ينسى , والديان لا ينام , وكما تدين تدان) سبحانه
لأن الإسلام بر ومرحمة , ومروءة وعطف وحنان
روى أن موسى عليه السلام _لما كلمه ربه_ رأى رجلا قائما عند ساق العرش , فتعجب من علو مكانه , فقال : يارب .. بم بلغ هذا العبد هذه المنزلة ؟ فقال : (إنه كان لا يحسد عبدا من عبادي , وكان بارا بوالديه) سبحانه
طرق سائل باب نبي الله إبراهيم عليه السلام , يلتمس طعاما , ولما كان السائل على غير دين إبراهيم لم يعطه شيئا ..وانصرف الرجل , وهنا أوحى الله إلى إبراهيم : إنى أرزق هذا سبعين عاما وهو لا يؤمن بي . فاسرع إبراهيم إلى الرجل معتذرا وقدم له ما يريد , وقال له : إن الله عاتبنى بسببك . فتأثر الرجل من كرم الله وبره بعباده , وكان هذا سببا في إيمانه بإبراهيم وربه
وهكذا يكون أهل الذكر , أغناهم حب الله عن كل شئ , حتى أنفسهم لأنهم أحبوا الله فأحبوا كل شئ
وفي الأسماء الإدريسية
( يا بار فلا شئ كفؤه يدانيه , ولا إمكان لوصفه)
وخاصيته للقبول والعز وعلو المرتبة والمنزلة , والله ولي التوفيق
أختكم في الله هبه