قال الله تعالى : " إن الله بالناس لرّءُوف رحيم " ومعناه : كثير الرحمة لعبادة , سبحانه , ذو الرحمة الواسعة , والرأفة الجامعة
حكى أن الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه , بلغه أن رجلا وراء النهر يروى أحاديث ثلاثية , فرحل الإمام احمد إليه ,فلما ورد عليه وجده يطعم كلبا , فسلم عليه الإمام أحمد , فرد عليه السلام , ثم اشتغل باطعام الكلب ولم يلتفت إليه , فلما انتهى التفت إلى الإمام وقال : لعلك وجدت في نفسك , إذ أقبلت علي الكلب ولم أُقبل عليك؟ قال : نعم فقال الرجل . حدثنى ابو الزناد عن الأعرج , عن ابى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
( من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة فلن يلج الجنة)
ثم قال الرجل : أرضنا هذه ليست بها كلاب , وقد قصدني هذا الكلب , فخفت أن اقطع رجاءه , فقال الإمام أحمد : يكفينى هذا الحديث ثم رجع
وهذا الأسم الرّءُوف يصلح ذكره لمن كان سريع الغضب في أعماله , أو منزله , أو بين اصحابه , فإن داوم على ذكره قبل طلوع الشمس بأن يقول ( يالله يارّءُوف) زال عنه الغضب , لأن ذكر الله مفتاح الفلاح , ومصباح الأرواح
فعلى الذاكر التخلق بصفات ( الرأفة والرحمة ) من لين القول , وحسن المعاشرة , والرفق بالفقراء , وخفض الجناح للمساكين , والتواضع لخلق الله أجمعين
" تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين"
الــــــــــــــــرّءُوف
أختكم في الله هبه